اليوم ١٩يناير عيد العماد أو الغطاس المجيد هو ذكرى معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان وكان يبلغ عمره ثلاثون عاما ، حيث نزل الروح القدس على السيد المسيح واذ بصوت من السماء يقول هذا “هو ابنى الحبيب الذى به سررت ” (لوقا 3 : 22)يتميز الاحتفال به بتقديس ومباركة المياه خلال قداسات العيد، والتي يتم الاحتفاظ بها طوال العام، وذلك خلال صلوات ما يسمي بـ”اللقان”وبعد الصوم والصلاة، يحتفل المسيحيون في مصر بعيد الغطاس، بأكل القلقاس والقصب، وعمل فوان
يأكل المسيحيون فى هذا العيد انواع معينة مثل القلقاس والقصب ففي عيد الغطاس تمتلئ البيوت “بالقلقاس” وليس عبثاً نأكل هذا الطعام بالذات في عيدالغطاس، لأنه رمز لمعمودية المسيحففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أنهذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال ” ماء المعمودية ” نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر “القلقاس” من مادته السامة بواسطة ماء الطهى والقلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعاماً، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول “مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضاً معه” (كو 2: 12) (رو 6: 4).بالمعمودية نخلع ثياب الخطية أو الإنسان العتيق ونلبس ثياب الطهارة والقداسة” (كو 2: 12) (رو 6: 4).
والقلقاس
لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولاً من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، لنصير أبناء الله.القلقاس يحتوي على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، ويعتقد الأقباط أنهم مثل “القلقاس” يتطهرون بالماء من سموم الخطية كما يتطهر “القلقاس” من مادته السامة بواسطة الماء.
أما القصب
فهو يرمز للمعمودية ، فهو كنبات ينمو في الاماكن الحارة ،وربما يذكرنا ذلك بأن حرارة الروح يجعل الانسان ينمو فى القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات .القصب فلونه الأبيض يرمز للنقاء الذي توفره المعمودية فانبات القصب ينقسم الى عقلات وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل مرحلة عمرية حتى نصل الى العلو ، فالقصب قلبه ابيض وحلو الطعم السائل هو رمز لماء المعمودية.الحلاوة” والبياض واللين، فى قلوب نقية، تخلص ليسوع، وتتطلع لأمجاده السماوية، وتعتصر نفسها من أجل الآخرين، كما كان المسيح الفادى.
فانوس البرتقالة «أبو سُرة»
فإن البرتقال يختزن الماء فى داخله، فكأنه الطهارة المخبوءة فى قلب المؤمن، ومن هذا اللين الداخلى، الذى ينعكس على الخارج أيضا، تًصنع من قشر البرتقال فوانيس يُوضع فيها شمع على هيئة “صليب” محفور فى جسد البرتقالة، فكأن هذه القشرة خبز التناول، وهكذا يتحول الطعام من مجرد وجبة لسد الجوع، إلى طقس روحانى وإشارات إيمانية، وتجسيد حىّ لتشابه مخلوقات الله فى جوهرها، سواء كانت بشرا، أو نباتا وفاكهة.عمل “فانوس البرتقال”، والذي يصنع عبر قطع رأس ثمرة البرتقال، ويفضل أن يكون حجمها كبيرا، ثم عمل تجويف داخلها دون أن تتأذى القشرة الخارجية، حتى لا تتبقى أي مواد سائلة بها، ويتم وضع شمعة داخلها وتعليقها بثلاث سلاسل تزين بحبات المكرونة أو الخيوط الملونة، مع حفر شكل الصليب على القشرة وإشعالها حتى تنطلق رائحة البرتقال الذكية.
ضمن طقوس عيد الغطاس أيضا، يحضر البرتقال واحدا من مفردات وتفاصيل وأطعمة عيد المعمودية أو عيد الخروج الإلهى.البلابيصا” هي عبارة عن شمعة موقدة توضع في برتقالة أو يوسفي مفرغة وتثبت علي بضع عقلات من القصب، والتي تعكس معنى عيد الغطاس، الذي يسمى أيضاً بـ”عيد الأنوار”.
وكل سنة وأنتم طيبون.. ومبتهجون بالقلقاس والقصب والبرتقال .
بقلم د. وجيه جرجس
كاتب وناقد مسرحى
وعضو اتحاد كتاب مصر